في ظل تزايد حالات الشعور بالوحدة في هذا الواقع المحزن، والذي أكدته دراسة حيث أثبتت ان حوالي 9 ملايين شخص في بريطانيا يعانون من الوحدة غالبا او دائما، وهي حالة يمكن ان يكون لها تداعيات وآثار ضارة على صحة الشخص، مما استدعى لأن تصدر الحكومة البريطانية قرارا يقضي باستحداث منصب وزاري جديد في الحكومة، وهو تعيين وزيرة للوحدة ورعاية من ينتابهم هذا الشعور في بريطانيا.
وقالت ماي رئيس وزراء الحكومة البريطانية: “أريد أن أواجه هذا التحدّي لمجتمعنا، ولكل منا أن يقوم بالتحرك لمعالجة الوحدة التي يتحملها المسنون ومقدمو الرعاية ومَن فقدوا أحِبَّاءهم، والأشخاص الذين ليس لديهم من يتحدثون معه أو يتشاركون معه أفكارهم وتجاربهم”.
وذكرت الـ “بي بي سي” نقلا عن الوزيرة الجديدة تراسي كراوتش قولها: “إنها فخورة بقبول هذا “التحدي الممتد عبر أجيال” للتعامل مع قضية تطال نحو تسعة ملايين شخص في بريطانيا”، وأضافت كراوتش، 42 عامًا متعهدة أنها: “ستعمل بين مختلف الأحزاب السياسية لتأدية دورها.”
يُذكر أنه أُنشئت لجنة لأول مرة تعنى بشأن الوحدة بمبادرة من النائبة الراحلة، جو كوكس، التي تم اغتيالها قبل استفتاء بريطانيا على الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، وقالت ماي في بيان أصدرته جاء فيه : “جو كوكس أدركت مدى انتشار الشعور بالوحدة في أنحاء البلاد، وكرست نفسها بكل ما تستطيع لمساعدة أولئك المتضررين”.
وجدير بالذكر أيضا أنه كان تقرير قد صدر العام الماضي حول الوحدة، حيث أكد على أن أضرار الوحدة على الصحة مثلها مثل أضرار التدخين لـ 15 سيجارة يوميا، ويقدر بنحو نصف الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 75 سنة يعيشون وحيدون، وهو ما يعادل حوالي مليوني شخص في عموم بريطانيا، ويقول كثيرون أنه تمر أيام عديدة وربما أسابيع دون أن يكون هناك أي تواصل اجتماعي مع الآخرين.