كلما قادتني الظروف إلى وداع أحد الأحبة في مقابر الغفير (ترب الغفير) على طريق صلاح سالم في مصر، يبهرني بشدة تلك الأسر التي تحيا بين القبور.
مجموعة من أشد أسر المصريين فقرًا ضاقت بهم سُبُل المعيشة فلم يجدوا مأوى يؤويهم إلا السكنى بجوار الأموات.
هناك بالطبع بعض المهن التي تزدهر في المقابر مثل صانعي شواهد القبور، والمُلَحّدون (بتشديد الحاء)، أو كما يُطلق عليه في مصر (التُّرَبِي)، وهو الشخص الذي يعني بالمقابر، بداية من فتح بوابة المقبرة وتلحيد الميت، حتى تولّي مسألة حراستها على الدوام.
ولكن المؤلم بحق هو أن تجد أسرة تضطر إلى قبول مثل هذه الحياة في هذا المكان بهذه الظروف.
تحدثت بالأمس عن معدلات الفقر في مصر، وكيف تزايدت في العقد الأخير، وخاصة آخر عامين، وربما تكون هذه المجموعة من الصور خير تعبير عن هذه المعدلات.