قال الله تعالى في الأية العاشرة من سورة الحجرات، «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (10)، وقال الرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم، في الحديث الشريف: ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب أمريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم “ وفي الحديث أيضاً: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه “، أي يحب للمسلم ما يحب لنفسه.
وعلى مدار الشهور القليلة الماضية، نجد أن هناك تراشق وتلاسن بين الجارتين والشقيقتين اللتين كانتا على مر العصور، دولة واحدة، يجمعهما دين واحد، لغة واحدة، ويشربون من ماء واحد، “مصر والسودان”.
فبدأت تطفو على السطح خلافات بين الشقيقتين، انتهت في أخر المطاف بقيام السودان بسحب سفيرها من القاهرة الخميس الماضي، في خطوة غير مسبوقة، والتي تدل على توتر كبير في العلاقات الثنائية بين الجانبين، قد يأخذ منحى خطير يعود بالوبال والهلاك لكلتا الشقيقتين.
والمتأمل لتلك التوترات في العلاقات التي انتشرت بين الأشقاء العرب والمسلمين في الوطن العربي، والتي من بينها أيضاً الاضطرابات التي نشبت بين دول مجلس التعاون الخليجي، يجد أن المستفيد الأول والأخير من نشوب تلك الاضطرابات والتوترات بين الشقاء هو العدو “الصهيوني”، والذي دأب على مر تاريخه لإثارة الفتن بين المسلمين والأشقاء، لكي يستطيع تنفيذ مخططه والاستيلاء على ما يربو إليه، من تقسيم وتفتيت للدول العربية والإسلامية، لكي تصبح سهلة المنال لينقض عليها في الوقت المناسب.
ولنا في الحرب التي دار راحها على مدار ثماني سنوات في الفترة ما بين 1980 و 1988، بين كلاً من العراق وإيران، والتي أُطلق عليها حرب الخليج الأولى، والتي قضت على الكثير من مقدرات الشعب العراقي، وكذلك حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، العبرة والعظة.
فهل هناك من حكماء الدول العربية والإسلامية، الذين يفطنون لتلك المكائد ويدرؤن نار الفتن، التي أوشكت أن تستعر بين الأشقاء؟؟